السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاسلام منهج
الاخوة و الانسانية
فافتخر انك مسلما و اعقل معانى الاخوة حتى يصح
ايمانك
(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))
.
*انوع الاخوة *
الأخوة أنواع أعلاها الأخوة الإنسانية ، لأن
الإنسان أخ للإنسان ، والله عز وجل خلق البشر من نفس واحدة
و من خصائص
واحدة ، فلذلك حينما قال عليه الصلاة والسلام :
(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ
حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه )) .
فهناك أخوة راقية جداً
هي الأخوة الإنسانية ، وهناك شعوب قوية جداً ، قادتها يهتمون بشعبهم فقط ،
يهيئون لشعوبهم أعلى مستوى من الحياة ، لكن شعوباً أخرى يدمرونها، يقصفونها
، يحرمونها من وسائل الحياة ، فأنا لا أحترم إلا الاتجاه الإنساني ، لأن
الإنسان حينما يهتم بمن حوله ، ويبني مجده على أنقاض الآخرين ، على أنقاض
الشعوب ، وأي أمة قوية تبني قوتها على إضعاف الآخرين ، تبني مجدها على
أنقاض الآخرين ، وتبني أمنها على إخافة الآخرين هذه أمة لا تنتزع إعجابنا ،
ليست إنسانية ، الإسلام إنساني .
(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ ـ كأن هذا
ارتبط بالإيمان ـ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ـ في الإنسانية ـ ما يُحِبُّ لنفسه
)) .
هذا ملمح واضح من هذا الحديث الشريف ، يؤكد هذا المعنى حديث آخر :
((
الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله )) .
[أخرجه أبو يعلى
عن أنس بن مالك ] .
حديث ثالث :
(( كبُرتْ خيَانة تحدِّثَ أخاكَ
حديثاً هوَ لك بُه مُصدِّق ، وأنتَ له به كاذبُ )) .
[أخرجه أبو داود عن
سفيان بن أسيد الحضرمي ] .
(( كبُرتْ خيَانة تحدِّثَ أخاكَ )) .
أخاك
: يجب أن نأخذ معناها المطلق ، المطلق على إطلاقه ، أخوك في الإنسانية حين
تحدثه حديثاً هو لك به مصدق ، وأنت له به كاذب .
*يسامح الله
المؤمن على الخلال الا الخيانة و الكذب*
هناك حديث يقصم الظهر ، يقول
عليه الصلاة والسلام :
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة
والكذب )) .
*الاسلام انسانى لا عنصرى*
شيء آخر :
(( يا بنَ
آدمَ مَرِضْتُ فلم تَعُدْني ، قال : يارب كَيْفَ أعُودُكَ وأنتَ ربُّ
العالمين ؟ قال : أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ ؟ أما
علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده ؟ )) .
[أخرجه مسلم عن أبي
هريرة ] .
أي أنت حينما ترعى أخاك كائناً من كان ، تخفف عنه ، تعينه ،
تطعمه ، تعالجه، ترشده ، تحتويه ، تلبي رغبته ، تغيث لهفته ، أنت إنسان عند
الله عظيم ، لأن :
(( الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله
)) .
[أخرجه أبو يعلى عن أنس بن مالك ] .
هناك أحاديث كثيرة ،
ومطلقها على إطلاقه وأوضح حديث :
(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ
لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه )) .
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن
أنس بن مالك ] .
فالإسلام إنساني ، ويقابل الإنسانية العنصرية ،
العنصرية أمة ، أو دولة ، أو جهة ، أو قبيلة ، أو عشيرة ، أو فرد ، حينما
يرى له ما ليس لغيره ، وحينما يرى على غيره ما ليس عليه ، هذا عنصري .
*لا
يوحد عالم ناجح بعنصرية تحكمه*
أقول لك كلمة وهذه قناعتي : ما دام هناك
عنصرية في الأرض ، ما دام هناك شعوب قوية ترى لها ما ليس لغيرها ، وترى
على غيرها ما ليس عليها ، لأن العنف لا يقف، هذه حقيقة ، لأن النبي عليه
الصلاة والسلام حينما ساق له بعض الأنصار رجلاً دخل بستانه وأكل من دون
إذنه وعده سارقاً ، ماذا قال له النبي ؟ هلا أطعمته إن كان جائعاً ؟ وهلا
علمته إن كان جاهلاً ؟.
في هذا النص توجيه رائع ، النبي الكريم عالج
المشكلة من أسبابها ، هل هناك في العالم معالج يعالج مشكلة العنف من
أسبابها ، هذا الذي هدمت بيته ، وجرفت حقله ، وردمت بئره ، وقتلت أباه وأمه
، أيعقل أن يبقى هكذا ساكناً وديعاً لك ؟! قبل أن تقول : هذا الإرهابي هل
بحثت لماذا كان كما تصفه أنت ؟ يدافع عن أرضه ، يدافع عن عرضه ، يدافع عن
مقومات حياته .
فالعالم لا يمكن أن ينجح إلا إذا أعاد المشكلات إلى
أسبابها .
*حقوق المسلم على المسلم*
لك جار ، أي إنسان له عليك
حق الجار ، فإذا كان مسلماً له عليك حقان ، فإذا كان قريباً له عليك ثلاثة
حقوق ، حق الجوار ، وحق الإسلام ، وحق القرابة ، إذاً أنا أقول : هناك حق
لكل إنسان كائناً من كان ، فكيف إذا كان هذا الإنسان مؤمناً ؟ له عليك حقان
، فكيف إذا كان قريباً ؟ له عليك ثلاثة حقوق ، حق الإنسانية ، وحق الإيمان
، وحق القرابة .
إذاً هناك أخوة إيمانية .
*الاخوة الايمانية*
الحقيقة
الآية الأصل في هذا :
( سورة الحجرات الآية : 10 ) .
وهناك
ملمح دقيق جداً ، ما لم يكن انتماؤك إلى مجموع المؤمنين فلست مؤمناً ،
الإيمان ليس فقاعة صغيرة ، الفقاعات الصغيرة لا ينتمي إليها ، يجب أن تنتمي
لمجموع المؤمنين ، والإسلام ليس خطاً رفيعاً إذا خرجت ميلي متر عنه خرجت
عن الدين ، الإسلام شريط عريض جداً ، هناك يمين ، وهناك يسار ، كلهم على
العين والرأس ، ما دامت عقيدتهم سليمة ، والسلوك مستقيم ، لا يحق لأحد أن
يقول : أنا الإسلام ، لا ، الإسلام شأنه عظيم ، أنت تنتمي إليه فقط .
إذاً
الأخوة الإيمانية كبيرة جداً ، ومرة ثانية وثالثة أؤكد أن الانتماء لا إلى
فقاعات صغيرة ، يقول لك : هذا ليس من جماعتنا ، من أنت ؟ أنت ينبغي أن
تنتمي إلى جماعة المؤمنين عامة .
*الاخوة الايمانية اصل فى اسلامنا*
لذلك
الأخوة الإنسانية أصل في إسلامنا ، وبعدها الأخوة الإيمانية ، وآيتها
الأساسية :
( سورة الحجرات ) .
الآية الثانية :
(
سورة الأنفال الآية : 63 ) .
شيء دقيق جداً ، أن المودة والرحمة بين
المؤمنين هي من خلق الله عز وجل ﴿ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ
جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ
بَيْنَهُمْ ﴾ ، إذاً نحن مع أخوة إيمانية لها شأن كبير .
*من خصائص
الاخوة الانسانية*
1 ـ التناصح :
الحقيقة أن هناك خصائص متميزة ، تخص
مجتمع المؤمنين ، من أولى هذه الخصائص التناصح .
(( المؤمنون بعضهم
لبعض نصحة متوادون ، لو ابتعدت منازلهم ، والمنافقون بعضهم لبعض غششة
متحاسدون ولو اقتربت منازلهم )) .
المؤمنون :
( سورة الحشر
الآية : 9 ) .
قضية الإيثار أحد أكبر خصوصيات المؤمن يؤثر أخاه في كل
شيء .
2 ـ المؤمنون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً :
شيء آخر :
((
المؤمن للمؤمن كالبنيان ـ المرصوص ـ )) .
[أخرجه الطبراني عن أبي هريرة
وأبي سعيد ] .
لا يخترقون ، حينما ينصر الضعيف يتماسك المجتمع .
((
فإنما تُرزقُونَ وتُنصرون بضعفائكم )) .
[أخرجه أبو داود والترمذي
والنسائي عن أبي الدرداء ] .
المؤمنون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً ،
ويصعب أن يخترقوا .
3 ـ التواصل :
شيء آخر :
(( مَثَلُ المؤمنين
في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم : مثلُ الجسد ، إِذا اشتكى منه عضو :
تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى )) .
[ أخرجه البخاري
ومسلم عن النعمان بن بشير ] .
أي هناك تواصل ، هناك تواصل عضوي بينهم .
4
ـ الألفة :
شيء آخر ، من خصائص مجتمع المؤمنين الألفة بينهم ، فالمؤمن
يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، الله عز وجل يقول :
(
سورة مريم ) .
قال بعض علماء التفسير : يجعل الله وداً فيما بينهم ،
فالمودة والرحمة بين المؤمنين من خلق الله عز وجل ، وهذا شيء واضح جداً ،
لا ترى في الأرض من هو أقرب إليك من المؤمن ، لأن نقاط اللقاء كثيرة جداً .
و لعل بعض الناس تدرك تماما لمن اوجه هذا الحديث فقد جمعتنا كلمة
التوحيد و ربطتنا علاقة الانسانية
فلن تفرقنا رياضة
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته