الرسول المبارك كأنك تراه صلى الله عليه وسلم
[ كان الرسول عليه الصلاة والسلام أحسن الناس وجهاً ، و أحسنهم خَلقاً ، ليس بالطول البائن ولا القصير ] . { متفق عليه }
[ كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبيض مَليح الوجه ] . { رواه مسلم }
[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعاً، عريض ما بين المنكبين ، كث اللحية ، تعلوه حُمرة ، جُمتُه إلى شحمة أُذنيه ، لقد رأيته في حُلةٍ حمراء ، ما رأيت أحسن منه } . { رواه البخاري }
[ كث اللحية : كثير الشعر] { جُمته : شعره }
[كان الرسول عليه الصلاة والسلام ضخم الرأس واليدين و القدمين ، حسن الوجه لم أ رَ قبله و لا بعده مثله ] . { رواه البخاري }
[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهُه مثل الشمس و القمر وكان مستديراً ] . { رواه مسلم }
[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُر استنار و جهُه ، حتى قطعةُ قمر ، و كنا نعرف ذلك] . { متفق عليه }
[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا متبسماً ، وكنتَ إذا نظرت َ إليه قلت َ أكحل َ العينين وليس بأكحل ] . { حسن رواه الترميذي }
[ و عن عائشة قالت : ما رأيت رسول الله صلى اله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً ، حتى أرى منه لهَواته ، إنما كان ضحكه التبسم ] . ( لهواته : أقصى حلقه ) { رواه البخاري }
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : [ رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام في ليلة إضحيان ، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر ، وعليه حُلة حمراء ، فإذا هو عندي أحسن ُ من القمر ] . ( إضحيان : مضيئة مقمرة ) { أخرجه الترميذي و قال حديث حسن غريب ، و صححه الحاكم ووافقه الذهبي }
وما أحسن من قال في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل هذا شعر من كلام أبي طالب أنشده ابن عمر و غيره ، لما أصاب المسلمين قحط ، فدعا لهم الرسول قائل : { اللهم اسقنا} [ فنزل المطر] {ثمالُ : مطعم ، عصمة: مانع من ظلمهم} . { رواه البخاري }
[و المعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم المنعوت بالبياض يسأله الناس أن يتوجه إلى الله بوجهه الكريم و دعائه أن ينزل عليهم المطر ، و ذلك في حال حياته صلى الله عليه وسلم ]
{ أما بعد مماته فقد توسل الخليفة عمر بالعباس ، أن يدعو لهم بنزول المطر و لم يتوسل بالرسول عليه الصلاة و السلام }
و أنشد رجل من كنانة فقال :
لك الحمد ، و الحمد ممن شكر
سُقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة
إليه و أشخص منه البصر
فلم يك إلا كإلقا الرداء
و أسرع حتى رأينا الدرر
وكان كما قال له عمه
أبو طالب أبيضُ ذو غُرر
به الله يسقى صوب الغمام
وهذا العيان لذاك الخبر
فمَن يشكر الله يلقَ المزيد
ومن يكفر الله يلقَ الغِيَر
؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ ¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛
..............الرسول المبارك صلى الله عليه وسلم ..............
{ الرسول وأبو بكر و مولاه و دليلهما يخرجون من مكة و يمرون في طريقهم إلى المدينة على خيمتي امرأة تسمى أُم معبد كانت تجلس قرب الخيمة تَسقي و تُطعم ، فيسألونها لحماً و تمراً ليشترو منها ، فلم يجدوا عندها شيئا ، ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشاة في جانب الخيمة ، بعد أن نَفِدَ زادهم و جاعوا ..... }
الرسول صلى الله عليه وسلم ما هذه الشاة يا أم معبد ؟
أم معبد : شاة خلفها الجهد عن الغنم .
الرسول صلى الله عليه وسلم هل بها من لبن ؟
أم معبد : هى أجهد من ذلك ( أضعف من ذلك )
الرسول صلى الله عليه وسلم أ تأدنين لي أن أحلُبها ؟
أم معبد : بأبي وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلُبها
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الشاة ،فيمسح بيده ضرعها ، و يسمي الله جل ثناؤه و يدعو لأم معبد في شاتها ، حتى فتحت الشاة رجليها ، ودرت للحلب ، فدعا بإناء كبير ، فحلب فيه حتى امتلأ ، ثم سقى المرأة حتى رويت ، و شقى اصحابه حتى رووُا أي شبعوا ثم شرب آخرهم ، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء ثم تركه عندها و بايعها وارتحلوا عنها ..
و بعد قليل أتى زوج المرأة أم معبد يسوق أعنزاً عِجافا يتمايلن من الضعف ، فيرى أبو معبد اللبن
أبو معبد متعجبا : من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حبال و لا حلوب في البيت ؟
أمعبد : لا و الله إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا
أبو معبد : صفيه لي يا أم معبد .
الجهد : الضعف .
عازب: الغنم بعيدة ولم تحمل .
أم معبد تصف الرسول صلى الله عليه وسلم .
؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤¤؛°`°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛ ............... أم معبد تصف الرسول صلى الله عليه وسلم ..............
رأيت رجلا ً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه أي مُشرق الوجه ، مضيئه ، لم تَعبه نُحلةٌ أي نحول الجسم ولم تُزرِ به صُقلة أي أنه ليس بناحل ،ولا منتفخ ، وسيم قسيم أي حسن وضئ ، في عينيه دعَج أي سواد ، وفي أشفاره وَطَف أي طويل شعر العين وفي صوته صهَل أي بُحه و حُسن ،وفي عنقه سطع أي طول ، وفي لحيته كثاثة أي كثرة الشعر ، أزج أقرَن أي حاجباه طويلان و مقوسان و متصلان ، إن صمت ، فعليه الوقار ، وإن تكلم سما و علاه البهاء ، أجملُ الناس وأبهاهم من بعيد ، و أجلاهم و أحسنهم من قريب ، حلوُ المنطق ، فصلٌ لا نزرٌ ولا هذر أي كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير ، كأن منطقه خرزاتُ نظم يتحدرن َ ، رَبعة لا بأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر أي ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ، غُصن بين غصنين ، فهو أنضرُ الثلاثة منظراً ، و أحينهم قدراً ،له رفقاء يحُفون به ، إن قال : أنصتوا لقوله ، وإن أمر تبادروا لأمره ، محشود محفود أي عنده جماعة من أصحبه يطيعونه ، لا عابس ولامفند أي غير عابس الوجه و كلامه خال من الخرافة .
قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذُكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ، و لقد هممت أن أصحبه و لأفعلن إن وجدتُ إلى ذلك سبيلا .
و أصبح صوت ٌ بمكة عالياً يسمعون الصوت ، ولا يدرون من صاحبه و
هو يقول :
جزى الله رب الناس خيرَجزائه
رفيقين قالا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى ، و اهتدت به
فقد فاز من أمسى رفيق محمد
{ حديث قوي حسن أخرجه الحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي }
قال ابن كثير : قصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضاً